روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | طلابي.. تشتعل فيهم الغيرة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > طلابي.. تشتعل فيهم الغيرة


  طلابي.. تشتعل فيهم الغيرة
     عدد مرات المشاهدة: 2381        عدد مرات الإرسال: 0

أنا معلم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم ، وأدرس المرحلتين الخامس والسادس الإبتدائي.

وألحظ على بعض الطلاب تشتعل فيهم الغيرة إذا أتى طالب جديد خصوصاًإذا كان وسيم الوجه وعسل الكلام وخفيف الظل ، فكيف التعامل معهم ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أخي الحقيقة الغامضة وفقك الله إلى كل خير وسددك على طريق الخير والحق وأرشدك إلى الصواب من القول والعمل وأشكر لك توجهك للمستشار ـ معاً لحياة أسعد لمساعدتك في إيجاد حل لمشكلتك كما أشكر لك اهتمامك برعاية أبنائك الطلاب فجزاك الله خيرا وأقول وبالله التوفيق:

الغيرة أمر طبعي في تكوين النفس الإنسانية، وتكون ملاحظة ولها شواهد ظاهرة في المراحل المبكرة من عمر الإنسان حيث لا يمكنه إخفاء مشاعره، والغيرة حسنة وجميلة إذا كانت بقدر يسير فهي أساس التحفيز والتنافس وهي شعلة التفوق والانطلاق أما إن زادت عن حدها فستكون وبالاً على صاحبها وباباً للشرور والأحقاد وتدبير المكائد أعاذنا الله وإياكم منها.

والغيرة في حلق تحفيظ القرآن والتعلم وأبواب الخير من البر والطاعات ومكارم الأخلاق أمر يدل على فطرة سليمة وهمة عالية وتوجه وإيجابية ولكن يجب أن توجه وتضبط وتستثمر وتقدر بقدرها حتى لا تنقلب إلى سلبية ولتكون أساسا للتنافس الشريف في التفوق والسعي نحو التميز وتحقيق الإنجازات.

ويتم ذلك من خلال توازن الثناء وأن يكون بقدره وتوزيعه بعدل بين الطلاب وتقدير واحترام ذوات جميع الطلاب بقدر متساو وبلا تفريق وليعلم أن الخطأ في التعلم والتعليم أمر محمود بل الخطأ مدرسة النجاح وهو من طبع البشر وليس منقصة فلا يذم به أحد وينتقص من قدره لأجله فالإنسان يتعلم من خطئه وهو قد يخطئ مرة ويصيب مرات.

 وعليك أخي الحبيب أن تفتح مجالا واسعا لمشاركة الطلاب فيما بينهم وتبادلهم الأدوار في توجهات التعليم التعاوني وتعزيز الحب والتقدير والثناء فيما بينهم وأن تزكي فيهم هذا الأمر فلكل إنسان قدرات وصفات خاصة قد لا توجد عند غيره والرسول صلى الله عليه وسلم عرف أصحابه رضوان عليهم وبما يمتازون فذكر أقرؤهم لكتاب الله وأفقههم بالحلال والحرام وأعلمهم بالفرائض كما أثنى على كثير منهم لأعمال بر اعتادوها رضي الله عنهم فكانت دافعاً لهم جميعا ليزدادوا من الخير ويتنافسوا فيه.

أما ما ذكرته أخي الكريم من أن الطلاب تشتعل فيهم الغيرة إن جاء كالب جديد يتميز بحسن الوجه وخفة الظل فإنه مما لا تصح فيه الغيرة فالخالق لنا جميعا هو الله تعالى " خلق الإنسان في أحسن تقويم " ما أبدع خلقه وما أكمله وليعلم الطلاب أن حسن الخلق والفعال هو ما يميز الرجال وليس حسن الوجه.

ولا شك أنه نعمة من الله يحمد عليها إلا أن فقدها بنسبة معينة ليس منقصة ولا مذمة لأنها من صنع الخالق الكريم وما أعدله.

وخفة الظل ليست مطلباً خاصة إن تجاوزت حدها كما أنها لا تنقص من قدر الرجل فلا يلتفت لها الطلاب ولا يجعلوا لها قدرا في نفوسهم.

أما عسل الكلام وحلاوته في رصانة ورزانة وشهامة وكما الأخلاق فهو من الأخلاق ومما يطلب ومما يتعلم فلا ضير أن يكون دافعاً للتنافس في تجميل الحديث وضبطه لأنه مما يمدح به الرجال ويذكرون به حسن قولهم ورصانتهم فيه.

فاستعن بالله أخي الحبيب وضع في نفوس أبنائك الهمة والرغبة نحو التفوق والنجاح وأسس للتنافس الشريف فيما بينهم وأعنهم على عدم الالتفات إلى صغائر الأمور.

وخير معين لك دائماً أن تلجأ إلى العلي القدير بطلب التوفيق والسداد والرشاد في النية والقول والعمل

هذا ما تيسر وفقك الله وأعانك وجزاك خيراً على جهدك وهمتك في رعاية أبنائك الطلاب والحمد لله رب العالمين .

الكاتب: أ. عبيده بن جودت شراب

المصدر: موقع المستشار